جمعيات صحراوية بالمهجر توحدها الرغبة و تكبح جماحها لامبالاة الإدارة المغربية .
اعداد ايمان الفاضلي
تخليدا لليوم الوطني للمهاجر الذي عقد بالعاشر من غشت الفارط و تحت شعار "جمعيات المغاربة بالخارج فاعلون في التنمية المحلية بالمغرب" ، لبت عدة جمعيات صحراوية التي تتواجد بمختلف البلدان الأوروبية النداء للاحتفال بهذا اليوم تجسيدا لسياسة القرب و تأهيل آليات التواصل للنهوض بأوضاع المهاجرين و ذلك بتثمين مساهمة مغاربة العالم في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية في إطار تكاملي و تشاركي مع الاوراش الكبرى الخاصة بالتنمية ببلادنا .إلا أن هذه الجمعيات الصحراوية كشفت لنا عن عدة جوانب مغفلة تقف كالطود في وجه سيرورتها و استمراريتها و تكبح جماح المبادرة و الرغبة فيها ، ومع هذا فان موضوع القضية الوطنية كان أهم المحاور التي تطرقت إليها .....
الصحراء الأسبوعية كانت حاضرة في هذا اليوم محاولة منها أن تنقل لكم بعض المعاناة و ليست بالضرورة أن تكون مادية بل حتى معنوية و التي تتخبط فيها الجمعيات الصحراوية بشكل عام و المهاجر الصحراوي بشكل خاص .
عبد الرحيم البرديجي رئيس الجمعية الصحراوية الاسبانية "حوار"
"نحن بصدد إصدار كتاب سيوزع بالمجان تحت اسم "كيف تدافع عن قضية الصحراء"
عبر عبد الرحيم البريدجي عن استياءه الكبير إزاء هذا اليوم الذي اعتبره مقيدا في موضوع التمنية الاقتصادية فقط و إغفال موضوع على درجة كبيرة من الأهمية بالنسبة له ألا وهي المشاكل التي تقف في وجه الفاعل الجمعوي المهاجر في بلاد الغربة إذ قال "نحن لسنا بقرة حلوبا !! فإذا كان الأمر يتعلق بالأنشطة و المساعدات فنحن و بعون الله قدمنا الكثير لمناطقنا الجنوبية التي أتينا منها من أدوية و ألبسة و الآلات طبية و بصدد مشروع جديد يخص إنشاء تعاونية الحليب و تربية الإبل و الأغنام لفائدة النساء المطلقات و الأرامل و هذا أيضا بدعم اسباني وصلت تكلفته ل 300 ألف أورو ،لذلك فنحن في غنى عن أي مساعدات مادية من داخل المغرب بقدر ما نأمل بان تكون مساعدة معنوية وحيدة تتمثل في تسهيل ولوج المساعدات لأصحابها بدل الدخول في سلسة من الإجراءات الماراطونية و دوامة المساطر الجمركية الأمر الذي يخلف استياء كبيرا وسط الأطباء الاسبانيين و أطباء بلا حدود الذين نصطحبهم معنا للمغرب من اجل المساعدة في سبيل الله .
فإذا كانت الجمعية قادرة بان تقدم المساعدات مرة أو مرتين في الشهر فان هذه العراقيل تجعلنا نقدم مساعدة واحدة في السنة أو اقل منها.
ومن جهة أخرى صرح عبد الرحيم البريدجي بان الجمعية خلقت توثرا و مضايقات في صفوف أفراد البوليساريو في اسبانيا إذ أن اليد التي توجعهم حسب عبد الرحيم هي التحدث عن تمثيلية الشعب الصحراوي و شرعيته التنفيذية إذ يعتبرون أنفسهم الممثل الوحيد للشعب الصحراوي على الرغم من أن منظمة شؤون اللاجئين تقول بان البوليساريو لا يمثلون سوى 32 بالمائة من مجموع الصحراويين مع العلم أن هذه النسبة يدخل فيا خط الشهيد فتبقى نسبة 68 بالمائة للصحراويين المغاربة .
ومن باب آخر قال البريدجي أن من بين الأسباب التي تقض مضجع الجمعية هو جهل اغلب المهاجرين بقضيتهم الأولى الأمر الذي دفع بالجمعية إصدار عما قريب كتاب "كيف تدافع عن قضية الصحراء" و الذي سيوزع بالمجان.
اليزيدي سيد احمد رئيس جمعية" جنوب شمال" للمهاجرين الصحراويين بجزر الكناري
"هنالك لوبيات تتحكم وتتوسط الدولة دولة اخرى ، الأمر الذي يقطع خيط التواصل مع السلطات المحلية لمدينة العيون."
بما انه في جزر الكناري يوجد فكر انفصالي متجدر بين صفوف المهاجرين الصحراويين اختار اليزيدي خلق جمعية شمال جنوب وإخراجها لحيز الوجود من اجل تاطير الناس و توعيتهم و خلق تواصل لإعادة الثقة بين شباب المناطق الجنوبية و الإدارة المغربية حسب قوله، إذ قال أن هدف الجمعية الأسمى هو إيصال صوت المهاجر الصحراوي سواء داخل اسبانيا أو للمسئولين المغاربة إلا أن الجمعية تعاني من الإقصاء والتهميش من طرف سلطات جهة العيون إذ من العار أن تجد شبابا متطلعا لديه الإرادة و العزيمة من اجل الابتكار و صنع المستقبل ليتلقى صفعة التهميش من طرف سلطات مدينة العيون وهذا سبب من الأسباب الذي يجعل من الشاب الصحراوي يتبنى فكرة الانفصال .
وقال سيد احمد أن تسمية الجمعية مستوحاة من جنوب العالم الذي يعيش على كابوس الفقر والشمال الذي يعبر عن المستقبل و الغد المشرق إذ أن الأمر بنظره قاعدة تاريخية مؤكدا على أنهم و برغم العراقيل مصرون على بناء القاعدة الأساسية آملين من الجيل القادم إيصال الرسالة .
و بخصوص ارتسامات جمعية جنوب شمال على اليوم الوطني للجالية و ما أتى به وزير الجالية محمد عامر قال اليزيدي "إننا جد سعداء بهذا الملتقى التواصلي بين مغاربة العالم الذي أتاح لنا خلق علاقات جديدة مع جمعيات مغربية أخرى بالخارج و جعلنا نتبادل الأفكار و خبرات و تجارب بعضنا البعض وهذا ما كنا نطمح إليه كما لا تفوتنا الفرصة لنطالب بحماية و تاطير النسيج الجمعوي والتقديم له يد المساعدة .من جهة و إشراك وجوه جديدة في تسيير إدارة مدينة العيون من جهة أخرى خصوصا بعد الخروقات التي شهدها مجال العقار و الإنعاش الوطني وهذا كله من اجل إعادة الثقة و الأمل المفقودين لدى الساكنة الصحراوية .
صالا سيدي احمد رئيس جمعية الوحدة الترابية بجزر الكناري
لدينا شراكة مع الكوركاس من اجل تسهيل مأمورية العائدين لوطنهم الام
من يرى اسم الجمعية "لابد و أن يتبادر بذهنه أنها جمعية سياسية أو تهتم بالجانب السياسي، حيث قال صالا سيدي احمد أن "جمعيتنا تهتم فقط بالعائدين إلى ارض الوطن من انفصاليين أو حتى عناصر البوليساريو نفسهم.
و أضاف أن الجمعية تعتبر وسيطا بين الفرد و الحكومة إذ أنها تتدخل من اجل خلق تواصل بين الطرفين و عودة العائدين معززين مكرمين وذلك بمساعدة الكوركاس و القنصلية المغربية في الكناري .
وقال أيضا أن من بين أسماء العائدين الذي تم إرجاعهم لحضيرة الوطن هم عائشة الموساوي ،الطاهري محمد،الموحد بن يحي،مصطفى اللك، و المختار الموحد حيث أن هذا الأخير ذهب برفقة مصطفى اللك باعتبارهم جمعية موسيقية ستقيم حفلا بجزر الكناري إلا أنهم لم يسلموا من تغريرات البوليساريو إلى أن رفعوا علم البوليساريو مقابل 800 اورو للشهر و الحصول على مسكن .
و بعد أن ضاقت بهم الدنيا ذرعا بعد قضائهم أزيد من 10 أشهر هناك، قرروا العودة للمغرب أكثر من مرة لولا تخوفهم من هذه العودة التي كان يحذرهم منها بعض عناصر البوليساريو.
وأكد سيد احمد رئيس الجمعية التي تضم اعضاءا اسبان و مغاربة " أن بعد التحاق هؤلاء بالجمعية حاولنا جاهدين لإرجاعهم لأرض الوطن و الذين لقوا ترحيبا من القنصلية المغربية ومنحهم مناصب داخل المغرب باعتبارهم مغرر بهم و ليس عن سوء نية" حسب رئيس الجمعية.
بالإضافة إلى ذلك تم عودة 18 شابا لأرض الوطن بتدخل الكوركاس كونهم كانوا مطلوبين لدى العدالة بسبب ديون أو قضايا تهريب .
ون ناحية أخرى أكد صالا بان الجمعية تحتاج لمن يدعمها لان يدا واحدة لا تصفق لان هذه تعتبر قضية المغاربة ككل ليست قضية الجمعية وحدها .
بوشعاب احمد رئيس جمعية طان طان للمهاجرين بالخارج
وصف احمد بوشعاب أن المشاكل التي تواجهها الجمعية مع سلطات مدينة طان طان بالمتشعبة أهمها كانت عثرة لأول خطوة خطتها الجمعية وذلك بعدم مدنا بوصل الجمعية و التماطل الذي تعدى 4 أشهر إلى أن ثم إحداث اعتصام داخل عمالة الإقليم لتم مدنا بوصل مؤقت فقط .
ثم أضاف بوشعاب رئيس الجمعية التي أحدثت فرعا لها بفرنسا أن من بين المشاكل أيضا عدم توفر مراكز استقبال في الطريق لمدينة طان طان و عدم تبسيط المسطرة الإدارية الخاصة بجواز السفر بخصوص التمديد أو التجديد بالنسبة للجالية و عدم تفعيل المكتب الجمركي المتواجد بالمدينة ، و تعقد المساطر الإدارية الخاصة بالاستثمار بوجه المهاجرين عدم الوقوف على مشكل التحفيظ و كل مشاكل العقار بالمدينة و عدم إشراك الجمعية في العديد من اللقاءات الهامة جهويا بمدينة طان طان و لتي تكون ذات أهمية بالغة خصوصا التي يوليها ملك البلاد جلالة الملك محمد السادس من اجل المغاربة المقيمين بالخارج لذلك ندعو سلطات إقليم طان طان لمد اليد لنا للتعاون و التفاهم شريطة احترام الجمعية و تثمين مسيرتها التنموية
