حذاء الزيدي.. إنتصارات ومنتصرين

حذاء الزيدي.. إنتصارات ومنتصرين
لقاء حسين

مرة اخرى يبرز حدث عراقي يتصدر وسائل الإعلام بكل انواعه المرئي والمقروء وحتى المسموع ويصبح حديث الشارع ولكن هذه المرة ليس (كأس آسيا) الذي وحد العراقيين شمالا وجنوباً وشرقا وغرباً و داخلياً وخارجيا .. وحد الجميع تحت راية الله أكبر يهتفون عراق عراق عراق ..
هذه المرة الحدث مختلف شكلا ومضمونا فحدث اليوم والساعة هو (الحذاء) وطبعا ليس حذاء ابو القاسم الطنبوري الذي طالما إستمتعنا بمفارقاته ومشاغباته وهو يجلب النحس لأبي القاسم الطنبوري الذي لم يستطع التخلص من هذا الحذاء اللعين ..
هذه المرة عاد بقوة اكثر من سابقتها (حذاء الزيدي ) الذي فرق العراقيين وقسمهم مابين مؤيد وورافض وبين بين..
عاد مصطحباً معه لواجهة الإعلام العديد من المنتصرين الذين ولا أعرف حقيقة كيف تحسب الإنتصارات وهل هناك قاعدة او نظرية حسابية تتعلق بحساب إنتصارات الاحذية او خساراتها !!!فالزيدي يدعي الإنتصار بإعتباره صاحب الرمية وقناة البغدادية تدعي الإنتصار لانه أحد من منتسبيها وبعض من عشيرة الزيدي يدعون الإنتصار وبعض اهل بغداد يدعون الإنتصار بإعتبار منتظر بغدادي وبعض اهل الجنوب بإعتبار أصوله جنوبية وبعض الشيعة بإعتبار منتظر شيعي والمجاميع المسلحة بكل انواعها ومسمياتها كذلك تدعي الإنتصار . والسؤال الذي يحيرني كثيراً هو ان المصنع الذي صنع الحذاء لحد الآن لم يدعي الإنتصار !!!
المهم وربما هو الذي جعلني أكتب لكم .. ان آخر المنتصرين الذي تم الإعلان عنه هو (حارث الضاري) حيث توجه شقيقي منتظر الزيدي الى قناة الرافدين في مقرها في سورية الشقيقة والحبيبة (سورية الأربعاء ) . ومعهما باقة ورد وكتاب شكر من منتظر الزيدي للقناة ولحارث الضاري شخصياً ويهديه الحذاء ... اقصد نصر الحذاء.. وكم كنت اتمنى لو ان شقيقي الزيدي لم يهديا باقة الورد بل لوكانت الهدية فردتي حذاء على شكل وسام اونوط يعلق على صدر المنتصر لكان المضمون أكثر تعبيراً وعبرة !!
وحقيقة ان لهذا الحذاء سحرا غريباً من حيث ان الحسابات فيه مقلوبة ونتاجها مقلوبة وفوق ذلك ان أحداثه وحيثياته كلها مقلوبة .
ولنحاول إعادة شريط الاحداث بشكل سريع علنا نقف على هذه النظرية الحسابية العجيبة ..
شخص(بوش) يدعي بان العراق بلد رجعي وبلد متخلف وتحكمه حكومة قمعية وظالمة وطاغية مستعدة لان تنفي من الوجود عشيرة كاملة لو ان احد افرادها تصرف بما يخالفها ويخالف توجهاتها ويدعي هذا الشخص ان واجبه الإنساني يتحتم عليه ان يوصل الديموقراطية والحرية لهذا البلد ولشعبه ليجعلهم يقولوا ما يشائون ويفعلوا ما يشائون وطبعا دخل هذا الشخص بالقوة العسكرية وازاح النظام وادخل الديموقراطية للعراق وذهب العراقيون لصناديق الإقتراع بكل حرية واختاروا ما يعتقدون بانهم يمثلونهم .ويدعي هذا الشخص بانه قدم التضحيات وأكثر من 4000 جندي امريكي في سبيل هدفه الذي يدعي أيضاً بانه تحقق حسب إدعائه طبعاً .
يأتي هذا الشخص لزيارة العراق بعد ان إنتهت مدته الرئاسية ليودع العراقيين حسب إدعائه ويقوم رئيس الوزراء بإستدعاء الصحفين ليقوموا بتوجيه الأسئلة والإنقادات او الشكر إن وجد مايستحق الشكر عليه . لكن أحد الصحفيين يقوم برمي فردتي حذاء على هذا الشخص ويقول له هذه قبلة الوداع المشكلة هنا ان الحذاء لم يصب الهدف بل اصاب العلم العراقي . وكان بالإمكان توجيه الكلمات واشد منها وحتى إطلاق الصرخات و بدون ان يصيب الصحفي العلم العراقي . وطبعا وكما شاهد الجميع إعتقل هذا الصحفي وتعرض لبعض الضرب من بعض أفراد الحماية الموجودين وعرض على القضاء الذي قضى بسجنه لمدة 3 سنوات واطلق سراحه بعد 9 اشهر حسب قانون الإفراج الشرطي ومباشرة وبعد خروجه توجه الى وسائل الإعلام ليقول كل ما بداخله ويطلب من رئيس الوزراء أن يعتذر له ...
ترى ما دخل البغدادية او حارث الضاري اوالرافدين او المسلحين أو العرب او اي شخص أو مسمى بكل هذه المعادلة الحسابية ؟؟؟
اليس المعنيين بالامر وبحسابات النصر والهزيمة ......
هم كالآتي... واترك للقارئ تمييز المنتصر من المهزوم ...
1-منتظر الزيدي الذي عبر عن رأيه اوعن راي بعض الذين يوافقونه وجهة النظر رغم ان الطريقة كانت بعيدة عن مهنة الصحافة التي ينتسب لها وبعيدة عن اخلاق العراقيين .رغم ان بوش وامريكا قالوا بان العراقييون متخلفون بسبب سوء النظام الذي يحكمهم .وربما طريقة تصرف الزيدي بنظر الكثيرين يؤكد أنها طريقة متخلفة . وقد يؤكد هذا الامر ما قاله بوش قبل الحرب ...

2- بوش ورئيس الوزراء الذين يدعون الديموقراطية .... والتي لمسناها فعلاً من خلال التعامل مع الحدث وخصوصا بوش الذي قال أن هذا شان عراقي ولن اتدخل او ارد على منتظر الزيدي ..

3- وهو المنتصر الأكبر والاول والاخير لكنه للاسف لم تتوجه له الانظار لحد الآن الا وهو القضاء العراقي في العراق الجديد الذي اثبت إستقلالية وشرف مهنة من خلال تعامله مع الحدث ومع القضية بعيدا عن تأثير السياسة وتأثير الشارع العراقي المؤيد والمخالف وتأثير الإعلام سواء الحكومي او المعادي .. فالف تحية لهذه المؤسسة التي نتمنى لها السير بهذا المنهج وبهذه الخطى من اجل عراق جديد بكل ماتحمله الكلمة من معاني إيجابية ..