الحوار نشر في صفحتين بالالوان على جريدة "الصحراء الاسبوعية" العدد الاخير..
بديعة الراضي "عبد العزيز المراكشي و عصابته صدقوا وهما كبر في ذهنهم و تحول إلى مجال واسع للاسترزاق ،و أن هناك إخوة في الجزائر أصبحت قضية الصحراء المغربية بالنسبة لهم "ورطة"كبرى ينبغي الخروج منها مع حفظ دم الوجه"
باعتبارك منسقة التنسيقية المغربية لملتقى التنظيمات و الأحزاب السياسية في المغرب العربي،هل يمكن ان تقربينا من هذه التنسيقية و هذا الملتقى وماهو الدور المنوط به كمنظمة سياسية إقليمية ؟
بداية أشكر جريدة "الصحراء الأسبوعية" على هذه الالتفاتة المهنية ،و لتقريب قراء الجريدة من هذا التنظيم ،فقد تأسس في أوائل التسعينات بمبادرة مجموعة من التنظيمات الحزبية و السياسية في المغرب العربي ،وذلك بمدينة طرابلس ،و استنادا على هذا الملتقى تقرر عقد الدورة الثانية بتونس انبثقت عنها لجنة كلفت بتهيئة القانون الأساسي الذي اعتمد الملتقى العام كتجمع التنظيمات السياسية المعترف بها بالمغرب العربي و الممثلة في مؤسساتها البرلمانية أو مؤتمر الشعب العام .
وأخذ الملتقى على عاتقه تفعيل مؤسسات و هياكل اتحاد المغرب العربي و توطيد مسيرته في مختلف المجالات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية .و يتكون الملتقى من أمانة عامة ،بعشرة أعضاء ،عضوين من كل بلد مغاربي ومناصفة بين الرجال و النساء،و يوجد المقر المركزي للأمانة في دورته الثالثة بالجزائر و بأمين عام هو السيد عبد العزيز بلخادم ،بينما يمثل المغرب في الأمانة كل من بديعة الراضي و محمد الخصاصي الذي ينوب عنه من حزب الاستقلال البرلماني شيبة ماء العينين على اعتبار أن الخصاصي هو سفير المغرب الآن بسوريا .
وعودة إلى موضوع الدور الذي يمكن أن يلعبه الملتقى، فلا مجال للتستر عن التعثرات التي واجهت ملتقى تجمد لمدة ثماني سنوات خلال الدورة الثانية بتونس وقمنا نحن مجموعة من المناضلين من المغرب العربي وكونا لجنة للمتابعة على هامش إحدى اللقاءات المغاربية المنعقدة بطرابلس و بناء عليه اقر المشاركون في لذكرى الخمسين لمؤتمر طنجة بتاريخ 27 ابريل 2008 أن تعقد الدورة الثالثة لملتقى الأحزاب و التنظيمات السياسية في المغرب العربي بطرابلس في 28 يونيو 2008 و بفضل الجماهيرية الليبية و بدعوة كريمة من حركة اللجان الثورية و برعاية قائد الثورة و رئيس مجلس رئاسة اتحاد المغرب العربي ،استطعنا أن نعقد الدورة الثالثة و فعلا حضرت كل التنظيمات السياسية من المغرب العربي، لكن حضور المغرب بهيئاته السياسية كن الأقوى حيت ترأس الوفد مصطفى المنصوري رئيس البرلمان و إلى جانبه مجموعة من أبناء الأحزاب السياسية الذي بلغ عددهم خمسة عشرة حزبا ممثلا في البرلمان،وفور عودتنا من طرابلس أسسنا التنسيقية المغربية و انتخبنا عضوين للأمانة العامة و نحن الآن في طور تنظيم و هيكلة التنسيقية التي سيكون لهت مقر دائم بالبرلمان المغربي.
اجتماعكم في طرابلس كان في يونيو 2008 و نحن نعرف أن قانون الملتقى ينص على اجتماع الأمانة كل ستة أشهر فما سبب تأخر هذا الاجتماع بالجزائر ؟
هذا سؤال اعتبره جوهريا و استراتيجيا و هو في قلب معركتنا التي نخوضها على قدم و ساق لكي لا يجمد الملتقى كما جمدت آليات اتحاد المغرب العربي ..و نحن في التنسيقية نتشاور حول هذا الموضوع بالذات وفعلا باعتباري كمنسقة الاتصال بالإخوة في جبهة التحرير الوطنية بالجزائر متسائلة حول عدم عقد اجتماع الأمانة ،وكان الجواب هو تسلسل العديد من الأحداث السياسة بالجزائر من انتخاب الرئيس بوتفليقة إلى أحداث أخرى انشغل بها الأعضاء الذين من المفترض أن يهيئوا للاجتماع و استضافة باقي ممثلي الأمانة من الساحات المغاربية الأخرى ،بعد ذلك كان موضوع الانتخابات في موريتانيا و ما تلا ذلك من عذر في وكون الأمانة يجب أن تجتمع بكامل أعضائها، و في زيارة لي شخصيا للجزائر صيف هذه السنة جددت السؤال للإخوة في جبهة التحرير الوطني الجزائرية فقيل لي أنهم يهيئون للاجتماع في اقرب الآجال.
ما العمل إذا أمام هذا التأخير في عقد الاجتماع هل سيحصل نفس الأمر الذي حصل عندما كانت الأمانة في تونس ؟
استطعنا في المغرب العربي أن نجتمع في فرنسا أو جنيف أو أي دولة غربية أخرى لان الأمر يتعلق بكل وضوح بمغرب عربي مجمد بيد من حديد و آليات اشتغاله تحتاج إلى مكاشفة وشفافية ووضوح وان نتساءل جميعا هل نريد مغربا عربيا منسجما مع ذاته و تاريخه المشترك القائم فيه أم نريد مغربا عربيا يكون فيه كل قطر يغني لليلاه بشكل منفرد حد التقزز .
هذا يعني ان توصيتكم أو بالأحرى توصياتكم في الدورة الثالثة حول التأكيد على اتحاد مغرب عربي قوي في مهب الريح ؟
توصياتنا هي نابعة من حلمنا ومن قناعتنا كشعوب ومن رغبتنا في الوحدة،اليوم و قبل أي وقت مضى و توصياتنا هي توصيات كتبت لنناضل من أجلها ،وحتما سنصل إلى ذلك رغم كل الاكراهات و المعيقات لان الأمل كبير وكل العواصف و الغبار المفتعل المبني على النزوات الذاتية سيزول لكن بالمكاشفة التي أشرت إليها ،
عندما ترفع الأيادي عن فضائنا المغاربي ونضرب بيد من حديد كل من خولت له نفسه أن يجعل شعوبنا المغاربية مطية لمصالحه الذاتية و لنرجسيته أو ركوبه أوهاما لا يقبلها التاريخ بماضيه و مستقبله.
هل تأخر انعقاد الأمانة في الجزائر سببه يعود إلى قضية الصحراء المغربية و هل ستطرحون ذلك في اجتماع الأمانة المقبل ؟
إن الإخوة في الجزائر يعرفون قناعاتنا في قضية وحدتنا الترابية ،وهم متأكدون أن المغرب ملكا و شعبا و حكومة و أحزابا و تنظيمات بمختلف مشاربها و توجهاتها لها لغة واحدة في قضية الصحراء المغربية ،كما نعرف نحن المغاربة أن هناك من الجزائريين من له قناعة راسخة أن الصحراء مغربية و أن البوليساريو كيان مفتعل لمأرب أخرى و أن عبد العزيز المراكشي و عصابته صدقوا وهما كبر في ذهنهم و تحول إلى مجال واسع للاسترزاق ،ما إننا نعرف أن هناك إخوة من الجزائر أصبحت مسالة الصحراء المغربية بالنسبة لهم "ورطة"كبرى ينبغي الخروج منها مع حفظ دم الوجه و آخرون بطبيعة الحال يلوكون المفهوم الخاطئ لمسالة تقرير المصير لكن اكبر جواب على هؤلاء كان هو الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب لسد الباب أمام الذين أصبحوا يتاجرون علنا بأبنائنا في مخيمات تندوف دون رحمة ولا إنسانية ،لكن المجتمع الدولي بدأ يكتشف هذه الألاعيب،و لعل المطالبة بإحصاء جديد من طرف المفوضية العامة للاجئين في مخيمات تندوف خير دليل على نفض الغبار عن الحقيقة.
ما هو موقفكم إذا لم تعقد الأمانة اجتماعها في الجزائر؟
سنواصل نضالنا من اجل ذلك ،وسنرفع رسائل مشتركة مع إخواننا في باقي الأقطار المغاربية للدعوة إلى الاجتماع الذي ينص عليه القانون الأساسي للملتقى ونحن لنا ثقة أن إخواننا في الجزائر سيعملون على عقد اللقاء في الجزائر رغم العراقيل التي نعرفها و رغم التخوفات الحاصلة عند بعض الجزائريين ،الشيء الذي حصل بالفعل في اجتماع طنجة 2007 إبان إحياء الذكرى الخمسين لمؤتمر طنجة ،بين السيد عبد العزيز بلخادم و الأخ محمد اليازغي عندما أثار قضية الصحراء المغربية مشيرا إلى العراقيل التي تضعا الجزائر ضد حل سياسي لقضية الصحراء المغربية .
ادن قضية الصحراء لن تكون ضمن جدول أعمالكم ؟
سيكون من غير العقلاني و لا المنطقي أن نغيب قضية الصحراء في لقاء الأمانة ،لان حل نزاع الصحراء هو قضيتنا جميعا و إبعاد ذلك هو هروب لا معنى له ونحن المغاربة نقولها صراحة أن ما يوحدنا مع إخواننا الجزائريين الشيء الكثير لكن وحدتنا الترابية هي أولى الأولويات و عليهم أن يتفهموا ارتباطنا بأرضنا و ترابنا فهو شيء مقدس بالنسبة لنا و لا بديل و لا تنازل عن شبر واحد من أرضنا ،لكننا مستعدون لان نفتح بيوتنا و حقولنا و أن نقتسم رغيفا مع أشقائنا المغاربيون تحت مظلة مغرب عربي واحد و موحد من الرباط إلى طرابلس و من الجزائر و تونس إلى موريتانيا .
قلتم في تصريح لأحد المنابر الإعلامية المكتوبة أن هنا جهات ليبية قامت بتنسيق مع البوليساريو من اجل تسريب عبد العزيز المراكشي إلى منصة الاحتفالات الفاتح من سبتمبر بالجماهيرية،ما مدى صحة ذلك؟
أنا صرحت لهم عبر الهاتف أن هناك جهات جزائرية قامت بالتنسيق مع البوليساريو من اجل تسريب عبد العزيز المراكشي إلى منصة الاحتفالات بالذكرى 40 بثورة الفاتح من سبتمبر لكن اعتقد أن هناك خطا من غير قصد تسرب إلى مسامعهم بان الجهات التي نسقت هي جهات ليبية .
أقول هذا الكلام و أنا لدي ثقة كبيرة في المجتمع السياسي الليبي و أن هؤلاء الوحدويون الأحرار ليس من أخلاقهم ولا من شيمهم فعل ذلك لأنهم لا يعرفون مثل هذه المناورات ،أقول هذا الكلام لأنني اعرفهم عن قرب و أريد أن يعرف الرأي العام المغربي أن ليبيا تفكر بصوت عال و إذا أرادت أن تدعم البوليساريو فإنها ستفعل ذلك بدون خوف و فوق الطاولة و ليس تحتها . ليبيا رفعت بالفعل يدها على البوليساريو ،لان ليبيا اليوم ليست هي ليبيا الأمس، و قد نصح عبد العزيز بوتفليقة أكثر من مرة من طرف دوائر عليا بليبيا بان يجلس على طاولة الحوار مع المغرب لحل نزاع الصحراء ،و أعطت ليبيا إشارات قوية في دعمها للطرح المغربي وهي تؤمن بان المغرب دولة قائمة الذات و ليست دولة وهمية كما هو الشأن بالنسبة لوهم موجود في ذهن عبد العزيز المراكشي و أتباعه ،إلا أن ليبيا حريصة انطلاقا من موقعها في رئاسة الاتحاد الإفريقي على حل النزاعات بالحوار.
و فعلا إن ما وقع في الذكرى 40 لاحتفالات الفاتح سبتمبر كان خطأ برتوكوليا ،كما عبرت المذكرة التي بعثتها الحكومة الليبية للحكومة المغربية ،وهو اعتراف فيه الكثير من الشجاعة و العقلانية لاحتواء الخلافات من اجل وحدة الشعوب و الحفاظ على مصالحها الثواقة إلى مغرب عربي موحد دون حدود مقفلة مع سبق الإصرار و الترصد.
لقد سبق و أن ذكرتم بان وفدا حزبيا من المقرر أن يزور ليبيا بعد رمضان ،هل سبب الزيارة مرتبط بملابسات الاحتفالات ام بغاية أخرى؟
الذي ليس طبيعيا هو أن لا تكون هناك وفود سياسية و مدنية تتبادل الزيارات فيما بينها في منطقتنا المغاربية ..و الذي ليس طبيعيا أن تذهب وفودا منظمة إلى باريس و برلين و نيويورك و جنيف و عندما نعود نتباهى بذلك في جرائدنا و ننشر المقالات تلو الأخرى احتفالا بوسام وضعه فوق صدرنا رجل اسمه ساركوزي أو أوباما أو قبله بوش أو حتى عمدة من عمداء جهات في اسبانيا أو بلجيكا..لكن عندما يتعلق الأمر بقائد الثورة تبدأ الأقلام في سبنا و شتمنا ، نحن نقول لهم الآن أن يسألوا أنفسهم سؤالا واحدا "هل وقف أحدهم في صباح ما أمام مرآة وسأل نفسه لماذا اكتب ضد القدافي؟؟"
و سنحترم صراحتهم ،لكن فليحترموا هم أيضا قناعتنا بان هذا الرجل هو قائد مناضل ووحدوي وهو يعتبر أن المغرب و ليبيا وطن واحد ،كما يحترم وحدته الترابية و يعتبر مقعده في الاتحاد الإفريقي مقعد استراتيجي ،و أن بين المغرب و ليبيا الكثير من المشترك فلنوظف مهنتنا ،ولننظف قلوبنا لنعرف هذا المشترك و نشتغل عليه من اجل مصلحة شعوبنا فما أحوجنا إلى بعضنا البعض في ظل عالم يتكلم لغة الاستعمار الجديد.
هل أصولك ليبية؟
أنا أصولي مغربية ليبية مغاربية وملكي هو محمد السادس.
كلمة أخيرة
أتمنى أن يرفع الحصار عن مواطنينا في تندوف و إعطائهم الحرية و حق الاختيار إما بالعودة إلى وطنهم المغرب أو اختيار الإقامة في أي بلد عربي أو أجنبي آخر لنطوي صفحة جحيم تندوف.
حاورتها :إيمان الفاضلي
