كلام في قطار

ذاهبين من المانيا الغربية الى المانيا الشرقية

انا مع اصدقائي

بعد اكلة عراقية فارقتها اكثر من 10 سنوات سالتهم عن وضعهم السياسي الحالي وهم تاركين العراق لمدة لا تزيد عن اشهر

هل مازلتهم في الحزب الفلاني وماذا سوف يكون واجباتكم وانتم في المانيا , وهل تعتزمون التثقيف للحزب الفلاني

سكتو بعدما كانو يضحكون فرحا

ونضر لي احدهم وقال لي بحـــر كنت على حق انك لم تنتمي الى اي حزب

فقلت لمذا !!! ؟؟؟

فقال لي سوف اروي لك قصة وأرجوك لا تجرحني بعتبك - لاني كنت دائما انصحهم بالابتعاد من الاحزاب - لاني ندمان



كنا نحن الثلاثة من اصل 42 اصدقاء متقاربين بالافكار والاعمار في شمال العراق - كردستان - هاربين من الحكومة العراقية لانهم كانو محكومين بالاعدام لسبب

هروبهم من العسكرية لمدة 4 ايام فقط

فقلت لاصدقائي نحن مجموعة من الشباب المثقفين لدينا الوعي السياسي والاجتماعي والثقافي - وانا مؤيد لما يقول - فلماذا لا يكون لدينا حزب وكيان خاص لنا

فاخذ يجمع الافكار والاقتراحات ويسال كل من له الخبرة في هذا المجال - السياسي - من اساتذة ومحترمين ومثقفين

بعد ان نجح في كل الخطوات وجذب ثقته من الجميع ذهب الى

رئيس المنضمات والاحزاب - امريكي بالمناسبة برتبة عقيد - الموجود في كردستان

فطرق عليه موضوعه ومشروعه وما لديه من نوايا وافكار وانه مصمم على تاسييس حزبه -- الذي لا اذكر ما كان اسمه

فقام الضابط الامريكي وطلب من الجميع الخروج



هل انت من دولة اجنبية تريد ان تثبت لك موضع قدم هنا ؟



الجواب : لا !!!

هل انت جاسوس ؟



لا طبعا !!!

هل هل هل هل !!!

الكثير من الاسئلة التي لم يتوقعها ابدا

السؤال الاخير :

هل انت جاد بما تقول ام مجنوب ؟

طبعا لا !!! وجاد ايضا


الضابط : بني هل انت تتوقع ان هذه الاحزاب والكيانات والاحداث التي تقع هي من باب الصدفة والحض . كلا يا بني ان كل حركة يتحركها مجموعة او تاسيس حزب

او سقوط دولة او احداث دولة لا يكون الا بتدخل دولة اخرى او منافع دولة اخرى او نحن نريد ان يحدث هذا .









كما بينت عن نفسي اني لست سياسيا ولكن اشاهد المسلسل السياسي فقط

اكبر عمل سياسي هو دخلت الى موقع الانتخابات المحلية وسبحان الله اني انتخبت الشخص الخطاء بدون قصد



(( نكتة )) سالني شخص بسيط : متى تكون الحلقة الاخيرة من الاخبار في الساعة 12 ضهرا . اني اشاهدها منذ 10 سنين ولم تنتهي (( نكتة ))

في الحقيقة انا لا اؤمن كليا بلعبة الاحزاب السياسية في الوطن العربي الاسلامي لانني اعلم جيدا بنوعية العلاقة التي تربط الانسان العربي بالكرسي ولعل احدى الصورة التي وضعتها انت في موضوع التامل تفضح ذلك ..

في الاستهلال يتشدقون باسم النضال و الصالح العام و في الاخير يتبين انها مجرد لعبة لاستمالة العقول و فرض اديولوجيات وسط الناشئة لخدمة المصالح الخاصة

اقول سيد بحر ان القليل من الناس من يؤسس حزبا من اجل ابعاد وطنية صرفة او ومن اجل التحام القمة بالقاعدة وان من النادر جدا تتصرف الاحزاب و هي تشعر بذروة الوعي في المسؤولية و اني هنا طبعا لا اعمم حتى لا اكون ظالمة لان نموذج هؤولاء الشباب الذين تحدث عنهم يزيح النقاب عن وجه اخر للاحزاب الا انها لن تفلح مادامت تنتهج المصداقية و النزاهة لان عصرنا الحالي يفترض على المتحزب اتقان سياسة التحايل و الطرق الملتوية..الامر الذي قطع خيط التواصل و الثقة بين المواطن و الحزب..

اما من وجهة نظر خاصة و بصفتي مواطنة فانني لست مدينه ولا ممتنة لاي جهة سياسية او حزيبة لما نحن فيه الان...بقدر ما انحني اجلالا و تقديرا و اكبارا لقافلة الشهداء و المقاومين و ابطال جيش التحرير الذين سقوا بدمائهم الطاهرة شجرة الحرية و الكرامة لان تضحياتهم الغيورة على الوطن تترجم روح الشهامة و الجراة و الاقدام و استرخاص النفس و افتداء بالروح التي هي اعز ما عند الانسان في سبيل المقدسات الدينية و الوطنية و الظفر بالحرية و الاستقلال و اسئصال جذور المستعمر. لانهم هم من عبراوا عن حسن الوفاء للوطن .

الاستاذ بحر لا شك انك فهمت قصدي و ما اعنيه بالمقاومين لان هناك فرق بينهم و بين الارهابيين الذين يقاتلون ابناء جلدتهم بدل الاجنبي ،الذين يقاتلون تحت دريعة الدين و الوطن من اجل التخريب و التدمير لا البناء .. و يتجاهلون بان اشرف وسام يحمله المرء على صدره هو وسام الدفاع عن الوطن كل من موقعه ..سواء جندي او معلم او حرفي او ربة بيت او او او...

هذه المبادئ الوطنية في بلاد الرافدين اندثرت لان الشاب العراقي وصل لقمة السخط على واقعه وواقع بلده الذي خرب سواء من الداخل من طرف اصحاب البطون و المناصب او من بلدان الجوار المناوئة للعراق و تضع له حجرة عثرة في طريقها للاسقرار و الظفر بالحرية و الديمقراطية،فتجد الشاب العراقي لا يبحث الا عن طريق الخلاص و كثيرا منهم من تغرب و هاجر ولكن يبقى امر عجيب غريب هو بعد مدة وجيزة في الغربة يجره الحنين لبلاد النهرين بلاد الخير بلاد العلم ارض الانبياء ..

فتجده تواقا للمته باصدقائه و احبابه و جيرانه و في الاخير لوطنه...

ختام الكلام اتمنى من الاحزاب السياسة هذا لازال لدينا ايمان بالاحزاب ،،عدم التملص من المسؤولية الحقيقية المناطة بها و ان يبقى الهدف الاسمى هو الوطن و الصالح العام و ليست المصلحة الشخصية

مودتي و اعتزازي