العزيز بحر
اانك وضعت يدك على الجرح،في الحقيقة ان ابن دام اكثر الموضوعات اثارة للجدل في هذه الحياة..
يبقى دائما تلك النواة الصلبة الغير قابلة للاختزال ،لو افتيت عمرك في ان تحللها لن تستطع لانه شيئ متحول وغير ثابت يتقلب من حال لحال فسبحان مبدل الاحوال ..استطاع المرء ان يخترق الفضاء و ظل عاجزا على اختراق او حتى معرفة ما يجول براس كل انسان. و رغم كل هذا يبقى عبدا ضعيفا تحت خالقه ولو تمرد و لو اغتر و تغطرس
{فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ}
فكم من الناس وصلت للقمة و انتهى بها المطاف في الحضيض وكم من ذليل اصبح بقدرة قادر عزيزا كريما.
وما استنبطته من تلك العبارات الخالدة التي نشرتها ،و الملامسة لواقع البشر ان السبب الحقيقي و الجوهري هي الغفلة فصدق من قال (ان أهل الغفلة أعمارهم عليهم حجة, و أيامهم تقودهم إلى شقوة فكيف ترجو الآخرة بغير عمل؟ و كيف ترجو التوبة مع الغفلة و التقصير و طول الأمل؟! ويل لأهل الغفلة, إن أعطوا لم يشبعوا, و إن منعوا لم يقنوعوا, يأمرون بما لا يفعلون و ينهون و هم لا ينتهون هم للناس لوامون و لأنفسهم يداهنون.)
عزيزي بحر اني ارى زمننا هذا من اصعب الازمنة و ربما هوله فاق هول زمن الرسول عليه افضل صلوات الله و على ال بيته الاطهار رغم الحروب و المجاهدة بالانفس و الاموال، انذاك لاننا نعيش زمن الفتن ، من انترنيت ،تلفون،تلفزيون، الخ فهل برايك بعد هذا كله سيجد الفرد ما وقتا لزيارة جار او معايدة مريض او حتى اجتماع بافراد اسرتك التي تقتسم معها نفس السقف و 4 جدران؟؟ وكثيرا ما نشعر بالغربة و نحن في قلب الوطن و كثيرا ما نشعر بالوحدة ولو وسط ملايين البشر لاننا فقدنا التواصل وماتت فينا مبادئ العلاقة الانسانية المبنية على الحوار و التفاهم و التقرب من بعضنا البعض فتجد الكثير منا منزوي على نفسه يفكر في هم الدنيا الزائلة وتكديس الاموال سواء بالحلال او بالحرام ر ل{ وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ...
لذلك فمن خاف الوعيد قصر عليه البعيد, ومن طال أمله ضعف عمله. إن ربك جل في علاه لم يخلقك عبثاً و لم يتركك سداً, فتزود من دنياك ما تحرز به نفسك غداً, فالأجل مستور, و الأمل خادع.
لو وضع الناس هذه الكلمات نصب اعينهم لما اصبحنا من شر ما خلق بعدما كنا خير امة اخرجت للناس ..و ليت كل واحد منا طبق و فعل و لا يبقى مجرد خيط دخان سرعان ما يندثر امام سلطان الشهوات و الالتصاق بالعالم السفلي لان دائك منك و لا تشعر .لقوله عز وجل (وما اصابك من سيئة فن نفسك ) وقال ايضا
(و ان تتوبوا و تتقوا خير لكم ان كنتم تعلمون) ,
شكرا جزيلا لشخصكم الكريم ،مشاركة قيمة ،نامل بان لا تبخل علينا بالمزيد...
مودتي و احترامي